كثيرًا من الأشخاص عندما يتعرضون لآلام وأوجاع في الرأس يهرعون إلى تناول بعض المسكنات للقضاء على هذه الآلام المزعجة، وربما تكون هذه الآلام مؤقتة وتنتهي في غضون ساعات قليلة، ولكن في بعض الأحيان قد تستمر هذه الأوجاع لمدة أطول من الوقت، وفي جميع الحالات يتم السؤال عن علاج وجع الرأس الشديد، وذلك للتخلص من هذه الآلام المزعجة.
دعونا نتعرف في هذه المقالة على أسباب وجع الرأس المختلفة، وطرق تشخيص أوجاع الرأس، والطرق المختلفة المستخدمة في علاج وجع الرأس الشديد، وذلك مع الدكتور أحمد صلاح، استشاري علاج الألم وآلام العمود الفقري والمفاصل بدون جراحة – مدرس علاج الألم جامعة القاهرة. فتابعوا معنا القراءة.
أسباب وجع الرأس المختلفة
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بآلام “الصداع” وهو المصطلح العلمي الدقيق الذي يصف مجموعة الآلام والأوجاع التي يشعر بها المريض في منطقة الرأس، وتحديد السبب المباشر لآلام الصداع هو البداية الصحيحة في تحديد علاج وجع الرأس الشديد، ومن أشهر أسباب وجع الرأس هو ما يلي:
الأسباب الأولية لوجع الرأس
هناك أسباب أساسية ترجع إلى النشاط المفرط أو نتيجة لوجود مشكلة أساسية في في تراكيب الرأس قد تؤدي إلى الإصابة بآلام الصداع، والصداع الأولي لا يعد عرض لإصابة بأمراض أخرى، إنما تقوم النشاطات الكيميائية في الدماغ أو في الأعصاب المحيطة به إلى الشعور بآلام الصداع الأولي، وفي بعض الأحيان تلعب الأسباب الوراثية دورًا كبيرًا في الإصابة بوجع الرأس الأولي، والتي منها:
- وجع الرأس العنقودي.
- الصداع النصفي.
- وجع الرأس التوتري.
- الصداع النصفي الحسي.
وسوف يتركز مقالنا على علاج وجع الرأس الشديد من النوع الأولى بصورة أكبر باعتباره أحد الأمراض المزمنة، حيث يتخصص طب الألم في إيجاد العديد من الحلول والطرق العلاجية المختلفة التي تتعامل مع آلام الصداع المزمن.
الأسباب الثانوية لوجع الرأس
في العادة يكون وجع الرأس الثانوي هو أحد الأعراض للإصابة بأمراض أخرى، والتي من الممكن أن تنشط الأعصاب الحسية في الدماغ، ومن أشهر هذه الأسباب:
- الإصابة بمرض الجيوب الأنفية المزمن.
- التعرض للجفاف الشديد.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التهابات الأذن الوسطى.
- عرض جانبي عند تناول أدوية معينة.
- أورام الدماغ.
- الإصابة بالإنفلونزا.
- وجود مشاكل في الرؤية.
- شرب الكحوليات.
- أثناء الدورة الشهرية أو بعد انقطاع الطمث.
- التعرض لضربة شمس.
- التعرض لحادث أو إصابة مباشرة في الرأس.
وغيرها من المشاكل الصحية الأخرى التي يصاحبها في الغالب أعراض الصداع، وبالطبع يتوقف علاج وجع الرأس الشديد الثانوي على علاج السبب الذي أدى إلى ظهور أعراض آلام وأوجاع الرأس.
طرق تشخيص أوجاع الرأس
تحديد طرق علاج وجع الرأس الشديد يتوقف على التشخيص الصحيح أولًا، ويتم تشخيص حالات الصداع في الغالب من خلال الاختبارات البدنية والعصبية والسؤال عن التاريخ المرضي عند الشخص المصاب بأوجاع الرأس، وخاصة الأسئلة التي تدور حول: كم مرة يحدث الصداع؟ وكم من الوقت يستمر الصداع في كل مرة؟ وما الأشياء التي تسبب لك الصداع؟
وقد يتطلب الأمر كذلك إجراء بعض الفحوصات الطبية لاستبعاد فكرة وجود أورام على المخ أو أي أمراض أخرى، ومن هذه الفحوصات الطبية: الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
طرق علاج وجع الرأس الشديد
يهتم تخصص طب الألم بعلاج الآلام المزمنة والتي منها آلام الصداع المزمن؛ لذلك تتعدد طرق علاج وجع الرأس الشديد، والتي منها العلاج الدوائي، والعلاج التحفظي وكذلك من خلال استخدام التقنيات الحديثة في العلاج مثل العلاج بالحقن والتردد الحراري، فدعونا نتعرف على هذه الطرق بشيء من التفصيل.
علاج وجع الرأس الشديد من خلال العلاج الدوائي
العلاج الدوائي هو أول الطرق المستخدمة في وجع الرأس الشديد ويتمثل العلاج الدوائي في:
- مسكنات الألم، ومضادات الالتهاب الغير ستيرويدية مثل الإيبوبروفين أو نابروكسين الصوديوم.
- بعض الحالات يتم التعامل معها بواسطة مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- الأدوية المضادة لنوبات الصرع مثل دواء توباماكس، أو دواء كوديكسي إكس.
- حاصرات بيتا، وهي أدوية يتم استخدامها في الأساس لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ولكن يمكن أن تستخدم كذلك في علاج بعض أنواع أوجاع الرأس.
- بعض الحالات التي تشعر بالألم الحاد يتم استخدام المسكنات القوية (المسكنات الأفيونية).
لابد من الرجوع للطبيب المختص قبل تناول أي دواء لعلاج وجع الرأس الشديد؛ حتى يحدد لك الجرعة المناسبة لحالتك، والتي تحقق لك أفضل معدلات النجاح وتحميك من التعرض لأي آثار جانبية ممكنة.
علاج وجع الرأس الشديد باستخدام حقن البوتكس
من التقنيات الحديثة المستخدمة في علاج وجع الرأس الشديد هي تقنية حقن البوتكس، وقد كان قديمًا يستخدم البوتكس لأهداف تجميلية فقط، ولكن لوحظ أن الأشخاص الذين يستخدمون حقن البوتكس لإخفاء التجاعيد يقل لديهم الشعور بآلام الصداع النصفي كذلك، حيث أن مادة البوتكس تعمل على منع الأعصاب من إفراز الناقل العصبي (أستيل كولين) وهو المسئول عن نقل الشعور بالألم إلى المخ، ومن هنا جاءت فكرة استخدام البوتكس في علاج آلام الصداع وقد حققت ذلك نجاحًا كبيرًا.
علاج وجع الرأس الشديد بالتردد الحراري
العلاج بالتردد الحراري يعد من أحدث التقنيات المستخدمة في علاج وجع الرأس الشديد، وفي هذه التقنية يتم التعامل المباشر مع العصب مصدر الشعور بالألم حيث يتم إصابة الجزء المسؤول عن الشعور بالألم.
وتتم تلك التقنية تحت تأثير التخدير الموضعي، ويتم تحديد العصب مصدر الشعور بالألم من خلال وسائل الأشعة التشخيصية، ثم بعد ذلك يتم توصيل إبرة دقيقة ومتخصصة تكون متصلة بجهاز التردد الحراري إلى جذور تلك الأعصاب، وبعد تشغيل جهاز التردد الحراري يقوم بإرسال نبضات كهربائية صغيرة تعمل على إصابة الجزء الحسي من العصب مصدر الشعور بالألم، ويتم علاج وجع الرأس الشديد على الفور.
مميزات علاج وجع الرأس الشديد بالتردد الحراري
يتميز علاج حالات الصداع المزمن بالتردد الحراري بالكثير من المميزات والتي من أهمها:
- العلاج بالتردد الحراري مناسب للأشخاص الممنوعين من إجراء تدخلات جراحية.
- العلاج بالتردد الحراري يتم تحت تأثير التخدير الموضعي فقط.
- تقنية التردد الحراري هي تقنية آمنة وسهلة ولا تستغرق في العادة أكثر من 45 دقيقة في تنفيذها.
- يتمكن المريض من مغادرة المستشفى في نفس يوم إجراء التقنية.
- يستطيع المريض من معاودة نشاطه اليومي سريعًا بعد إجراء تقنية التردد الحراري.
لمزيد من المعلومات حول علاج وجع الرأس الشديد بالتردد الحراري أو بالطرق المختلفة يمكنكم التواصل معنا عبر خدمة الواتساب الموجودة في الصفحة الرئيسية لموقعنا الإلكتروني، وسيتم الرد عليكم على الفور من قبل الفريق الطبي المختص لدينا.
أنواع أوجاع الرأس
أنواع الصداع كثيرة ومتنوعة وقد تتجاوز 150 نوعًا، ولعل من أشهر أنواع أوجاع الرأس الآتي:
- الصداع التوتري.
- الصداع النصفي.
- الصداع العنقودي.
- الصداع اليومي المستمر.
- صداع الإجهاد.
- صداع الجيوب الأنفية.
- صداع الجفاف.
- الصداع الناتج عن تناول الأدوية بإفراط .
وغيرها من الأنواع المتعددة للصداع سواء الأولية أو الثانوية.
مخاطر وجع الرأس
في بعض الأحيان قد يكون وجع الرأس مؤشر للإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، والتي منها:
- الإصابة بارتجاج في المخ.
- الإصابة بالتهاب الشريان الصدغي.
- اضطرابات عصبية أو وجود أورام بالمخ.
- الإصابة بالجفاف الشديد.
- الإصابة بالتهاب السحايا (السائل والأغشية المحيطة بالدماغ).
- حدوث تمزق في الشريان السباتي.
وغيرها من الأمراض الأخرى الخطيرة؛ لذلك نقدم النصيحة للأشخاص المصابين بآلام الصداع المستمر بضرورة الذهاب للطبيب المختص لتشخيص الحالة مبكرًا قبل تفاقم الأعراض.
نصائح للتخلص من أوجاع الرأس
يقدم لنا الدكتور أحمد صلاح مجموعة من النصائح التي تعمل التخفيف من آلام الصداع وعلاج وجع الرأس الشديد، ومن أهم هذه النصائح الآتي:
- إطفاء الأنوار والجلوس في الأماكن المظلمة والهادئة؛ حيث يساعد ذلك على الاسترخاء والخلود إلى النوم.
- استخدم الكمادات الباردة والساخنة في العلاج: حيث يساعد العلاج من خلال الحرارة والبرودة في تخفيف آلام الصداع وأوجاع الرأس.
- شرب الكثير من السوائل فربما يكون سبب الصداع هو الإصابة بالجفاف.
- المحافظة على أوقات النوم ومواعيد تناول الطعام في مواعيدها المنتظمة.
- أخذ قسطًا من الراحة إذا كنت مصابًا بنزلة برد أو الإنفلونزا.
- ممارسة تمارين التنفس العميق التي تساعد على الاسترخاء.
- البعد عن تناول الكحوليات.
- تدليك عضلات الرأس المشدودة يساعد على استرخائها ويخفف من وجع الرأس الشديد.
وفي الختام نكون قد تحدثنا عن الأسباب التي تؤدي إلى شعور البعض بألم ووجع في الرأس، والطرق المختلفة المستخدمة في علاج وجع الرأس الشديد، وإذا أردتم معرفة مزيد من المعلومات فيمكنكم التواصل مع الفريق الطبي لمركز الدكتور أحمد صلاح من خلال الأرقام الموضحة في الصفحة الرئيسية للموقع الإلكتروني.
الأسئلة الشائعة
عندي صداع شديد ماذا افعل؟
لابد من مراجعة الطبيب المختص؛ لتشخيص حالة المريض جيدًا ومعرفة الأسباب التي أدت إلى الشعور بهذا الصداع الشديد، ومن ثم يتم تحديد العلاج المناسب.
متى يكون الصداع المستمر خطير؟
من أهم علامات خطورة الصداع هو حدوثه بشكل مفاجئ وبشكل عنيف، أو أن يكون مصاحب للصداع أعراض أخرى مثل تشوش في الرؤية، تداخل في الكلام، فقدان التوازن، الارتباك، أو فقدان في الذاكرة.
